خصائص الفكر الاقتصادي في العالم الإسلامي في العصور الوسطى

مثلما كان الحال بالنسبة للفكر الاقتصادي في أوروبا في العصور الوسطى الذي كان ممتزجا بالدين المسيحي، ولم يكن فكرا اقتصاديا قائما بذاته؛ فإن الفكر الاقتصادي الإسلامي في تلك العصور كان يرد أيضا ممتزجا بالاعتبارات الدينية وبالدراسات الأخرى كالفقه والفلسفة والتاريخ، وكانت الأفكار الاقتصادية آنذاك ترتكز على ركيزتين أساسيتين هما: الظواهر النقدية والثانية تتعلق بظاهرة القيمة.

وقد تميزت الأفكار الاقتصادية في العالم الإسلامي في هذه الفترة بالخصائص التالية 2[1]:

1. لم يستطع مفكروا هذه الفترة فصل الدراسات الاقتصادية عن غيرها من الدراسات، بل كانت خاضعة لاعتبارات دينية، وكانت ممتزجة بدراسات أخرى كالفلسفة والفقه والتاريخ والإجتماع؛

2. الاعتدال: لم يكن الفكر الاقتصادي الإسلامي في تلك الفترة ينحاز للفرد على حساب الجماعة ولا ينحاز للجامعة على حساب الفرد، إذ لا نرى النزعة الفردية الخالصة ولا النزعة الجماعية الخالصة؛

3. كان الفكر الاقتصادي الإسلامي يتسم بالوسطية ويوفق بين الجانب الروحي (الديني) والجانب المادي؛

4. كان الفكر الاقتصادي الإسلامي يفسح المجال للاجتهاد وللمعاملات المتجددة طالما لا تخرج عن الإطار الشرعي، فهو فكر اقتصادي مرن؛

5. تميز الفكر الاقتصادي الإسلامي بالواقعية في مبادئه وأحكامه، فكان ينظر للواقع العملي الذي يتفق مع طبائع الناس، ويراعي دوافعهم وحاجاتهم، ويدرس المشكلات الاقتصادية والاجتماعية بواقعية ووفق مبادئ الشريعة الإسلامية؛

6. تميز الفكر الاقتصادي بالمنطقية والتحليل العلمي السليم للعلاقات والظواهر الاقتصادية.