مقدمة
عندما كانت أوروبا خلال العصور الوسطى تعاني من التخلف في شتى المجالات وتعيش في اقتصاد مغلق، حتى عرفت تلك الفترة بالنسبة لها بعصر الظلمات؛ كانت الحضارة الإسلامية بالمقابل تنمو وتزدهر مع بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم (نزول الوحي) بداية من القرن السابع للميلاد وتحديدا سنة 610 م، فعرفت تلك الفترة بعصر النور، حيث ازدهرت الفلسفة والعلوم المختلفة في الدولة الإسلامية خلال العصور الوسطى (لاسيما في المنطقة العربية)، كما عرف الفكر الاقتصادي الإسلامي تطورا كبيرا، وظهرت مجموعة من الأفكار الاقتصادية الإسلامية التي كانت تُستمد بصفة رئيسية من ثلاثة مصادر أساسية هي: المبادئ التي جاء بها الدين الإسلامي، آراء بعض الفلاسفة المسلمين، بعض المؤلفات التي تعرضت للمشكلات الاجتماعية والتاريخية 3[1].
وفي هذا السياق يمكن أن نعرف علم الاقتصاد الإسلامي على أنه "العلم الذي يُعنى بدراسة النشاط الاقتصادي من استهلاك وإنتاج وتوزيعوتبادل...، وما ينشأ عن هذا النشاط من ظواهر وعلاقات، في ضوء أحكام المذهب الاقتصادي في الإسلام".